خلال منتدى وزراء الثقافة لمجموعة السبع الذي عقد يوم السبت في نابولي، دعا وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الموريتاني الحسين ولد مدو إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية وتعزيز التراث الإفريقي.
مجموعة السبع (G7) هي منتدى غير رسمي يجمع إيطاليا وكندا وفرنسا وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأم...
مجموعة السبع (G7) هي منتدى غير رسمي يجمع إيطاليا وكندا وفرنسا وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. ويشارك الاتحاد الأوروبي أيضًا في المجموعة ويمثله في مؤتمرات القمة رئيس المجلس الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية.
وأكدًا الوزير على ضرورة تكثيف التعاون الدولي لحماية هذا الإرث الثقافي الهام في ظل التهديدات المتزايدة التي تواجهه.
تراث مهدد يحتاج إلى تحرك عاجل
وأشار الحسين ولد مدو إلى أن “الحفاظ على التراث الثقافي، وخاصة في إفريقيا، يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة”، موضحًا أن هذه التحديات تشمل النزاعات المسلحة، والكوارث الطبيعية، والتدهور الناتج عن التغيرات المناخية، فضلًا عن الأفعال البشرية غير المسؤولة. وتؤدي هذه التهديدات إلى تدمير أو إضعاف الكنوز الثقافية التي تمثل تاريخ وهوية الشعوب الإفريقية.
كما قدم الوزير أمثلة
على بعض المواقع العالمية المهددة، مثل المدن القديمة في تمبكتو (مالي)، وأنقاض
كيلوا كيسيواني في تنزانيا، وحديقة فيرونغا الوطنية في جمهورية الكونغو
الديمقراطية. وأضاف أن إفريقيا تضم حاليًا 19 من أصل 56 موقعًا مدرجًا في قائمة
التراث العالمي المعرض للخطر من قبل منظمة اليونسكو، ما يعكس حجم التهديدات التي
تواجهها القارة.
ضرورة التعاون الدولي
وفي هذا السياق، شدد وزير الثقافة الموريتاني على أهمية دور مجموعة السبع في تعزيز الجهود الدولية لحماية التراث الإفريقي، معبرًا عن أن مشاركة هذه المجموعة في مواجهة التحديات الراهنة تعد أمرًا أساسيًا لتحقيق النجاح في هذا المجال.
جهود موريتانيا في حماية تراثها الثقافي
في نفس الإطار، أكد الحسين ولد مدو أن موريتانيا، تحت قيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، جعلت من حماية التراث الثقافي أولوية استراتيجية. وذكر أن البلاد قد عززت جهودها في الحفاظ على أربع مدن تاريخية مدرجة في قائمة التراث العالمي، وهي وادان، شنقيط، تجكجة، وولاته. هذه المواقع تمثل جزءًا من التاريخ العريق للبلاد، وتعد محاور رئيسية للهوية الثقافية الموريتانية.
كما أشار إلى أن موريتانيا تعمل أيضًا على الحفاظ على حديقة باند’أرجين الوطنية التي تتمتع بأهمية بيئية عالمية، بالإضافة إلى المحضرة، وهي المدرسة القرآنية التقليدية الموريتانية. علاوة على ذلك، أضاف الوزير أن موريتانيا تسهم في الحفاظ على مواقع تاريخية هامة مثل أوداغوست وكمبي صالح، اللتين تعدان شاهدتين على الحضارات القديمة في إفريقيا، بالإضافة إلى الگلب رِشات (عين إفريقيا)، الذي يمثل موقعًا ذا أهمية جغرافية وثقافية استثنائية.
من خلال هذه المبادرات والجهود المستمرة، تسعى موريتانيا إلى تعزيز دورها كمثال في حماية التراث الثقافي، وتدعو المجتمع الدولي، وخاصة مجموعة السبع، إلى زيادة التعاون من أجل الحفاظ على هذا الإرث العظيم للأجيال القادمة.
اشتركوا الآن لمتابعة آخر مستجدات موريتانيا الثقافية !